الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه ومن سار على نهجه واستن بسنته وانتهج منهجه واهتدى بهداه.
أما بعد:
فإن هذا بحث قد عزمت على كتابته وجمعه بعد أن انتشرت تلكم الأناشيد المبتدعة - المسماة بالإسلامية - بين كثير من شباب وفتيات المسلمين، وظنوا أنها خير ينتفع به، وأنها بديل للغناء المحرم. فعزمت على أن أجمع كلام أهل العلم الراسخين المعتبرين في بيان حكم هذه الأناشيد الإسلامية وأنها بدعة دخيلة على الإسلام وأهله والرد على شبه المبيحين لهذا الإنشاد المبتدع.
وهذا البحث يتناول الآتي:
• الفصل الأول: شبهات المبيحين والرد عليها.
• الفصل الثاني: فتاوى أهل العلم في الأناشيد الإسلامية.
• الفصل الثالث: توضيح وتوجيه فتوى الشيخ ابن باز واللجنة الدائمة.
مقدمة:
• الأناشيد المعنية في هذا الرد ليست:
⁃ المحوبة بالمعازف (لوضوح حرمتها)
⁃ المصحوبة بالدف (لوضوح حرمتها كذلك)
⁃ المتضمة كلامًا محرمًا، أو بدعة ظاهرة كالإنشاد في مولد الرسول - صلى الله عليه وسلم - وذلك لوضوح بدعية هذا النوع كذلك.
إنما المعني في هذا البحث تلكم الأناشيد التي يتخذها البعض بديلًا للغناء المحرم، أو وسيلة للدعوة لإرشاد الخلق وهدايتهم ويُتوهَمُ أنها سليمة خالية من المحاذير الشرعية.
وقبل أن نشرع في الرد على شبهات المبيحين لابد من المقدمتين التاليتين:
المقدمة الأولى:
أن الدين كامل، قال تعالى: (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلامَ دِينًا) [المائدة:٣] فإن الإسلام دين كامل لا ينقصه شيء ولا يحتاج إلى شيء يتمه ويكمله. وأن الرسول - صلى الله عليه وسلم - قد أرشد أمته إلى كل خير وحذرها من كل شر، قال صلى الله عليه وسلم: (ما بعث الله من نبي إلا كان حقا عليه أن يدل أمته على خير ما يعلمه لهم وينهاهم عن شر ما يعلمه لهم). فهدي الرسول - صلى الله عليه وسلم - هو خير هدي وأفضله، قال تعالى: (وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ) وقال تعالى: (لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ).
المقدمة الثانية:
أن وسائل الدعوة توقيفية تقتصر على الدليل فحسب. فلا تجوز الدعوة إلا بما شرعه الله - سبحانه - وبينه رسوله - صلى الله عليه وسلم -. وإن كان الدين الإسلامي كاملًا وهدي الرسول - صلى الله عليه وسلم - أفضل الهدي وأكمله كما تبين في المقدمة الأولى فلا بد أن يكون الرسول - صلى الله عليه وسلم - قد بين لنا وسائل الدعوة التي لا يقوم الإسلام إلا بها. فلا يعقل أن يُبين لنا النبي - صلى الله عليه وسلم - آداب الخلاء وكيفية قضاء الحاجة ثم يترك وسائل الدعوة من غير أن يبين لنا طريقتها.
-----------------------------------------------------
الفصل الأول: شبهات المبيحين والرد عليها.
الشبهة الأولى: أنه ورد عن الصحابة إنشاد الشعر في مواطن مختلفة.
الشبهة الثانية: الأصل في الأشياء الإباحة، وإنما ما نقوم به من جملة المباح.
الشبهة الثالثة: الاستدلال بفتوى اللجنة الدائمة برقم ٣٢٥٩ وبتاريخ 13 شوال 1400 هـ في الأناشيد.
الجواب:
سنفصل الجواب على الشبهتين الأوليين في هذا الفصل، وأما الجواب على الشبة الثالثة فسوف يأتي مفصلًا في الفصل الثالث من هذا البحث.
الشبهة الأولى: ما ورد عن الصحابة من إنشاد الشعر في مواطن مختلفة.
الجواب على هذه الشبهة من وجهين:
الأول: أن جملة ما ورد عن الصحابة من إنشاد إنما هو دليل على أن إنشادهم كان من جملة المباحات، ولم يكن يتخذ وسيلة لتتويب العصاة وترقيق قلوب العباد ودعوتهم إلى رب العباد.
الثاني: أن الإنشاد الذي ورد عن الصحابة كان إنشادًا خاليًا من المحاذير الموجودة في "الأناشيد الإسلامية" الآن. وأوضح فرق بين إنشاد الصحابة والأناشيد الإسلامية في هذا الزمان هو التلحين الموجود في الأناشيد الإسلامية الآن.
وحتى تتبين حرمة الأناشيد الإسلامية - الموجودة الآن - مطلقًا لا بد أن نبين ما المقصود من التلحين الموجود في هذه الأناشيد.
التَّلْحِينُ :الشخصِ: تخطئتُهُ في الـكــلام؛ اسـتاءَ من تـلحـينـه أمــام السَّامعين.-: في القراءة هو التطريب فيها والتغريد بالألحان .- الأُغنيةِ: وَضْعُ صوتٍ موسيقيّ مناسب تُغنَّى به. [المعجم المحيط]
فالتلحين الذي يحرم بسبهه أهل العلم الأناشيد الإسلامية هو: النمط والوتيرة التي تجري عليها النشيدة من آهات وتمديدات. ولا تكاد تجد نشيدة واحدة تخلو من هذا التلحين الذي حرمه جميع علمائنا الراسخين المعتبرين. ولا نقصد التلحين الغير متكلف والذي يكون سجية كالذي يترنم به حادي الإبل ففرق بينه وبين ماكان على أنغام الموسيقى وتُراعى فيه المقامات والضوابط التي يضعها الملحنون.
أضف إلى ذلك أن الإنشاد الذي كان في عهد الصحابة كان إنشادا فرديا ليس فيه تكلف ولم يكن جماعيا تقوم به فرقة ويكون بتنسيق وترتيب وربما صاحبه فيديو كليب تشبهًا بأغاني الفُساق ومجاراة لهم.
فتبين بذلك أن قياس الأناشيد التي في عصرنا على ماكان يُنشد في عهد النبي صلى الله عليه وسلم هو قياس مع الفارق وهو قياس فاسد .
الشبهة الثانية: الأصل في الأشياء الإباحة، وإنما نقوم به من جملة المباح.
الجواب من وجهين:
الأول: تبين من جواب الشبهة الأولى أن الأناشيد الإسلامية الموجودة حاليا ليست من المباحات وذلك لما فيها من تلحين تشابه بها الغناء المحرم. فتكون من الغناء ومعلوم أن الغناءَ محرمٌ إلا في مواطن يسيرة استثناها الشارع كما يكون في إعلان النكاح بالدف.
الثاني: أن وسائل الدعوة توقيفية كما تبين من المقدمة الثانية، ولذلك فلا يجوز اتخاذ هذه الأناشيد وسيلة لجذب الناس وترقيق قلوبهم لأن هذا من الابتداع في وسائل الدعوة.
ولمزيد توضيح نقول الآتي: هل كان الغناء موجودًا على عهد الرسول - صلى الله عليه وسلم -؟ فهل اتخذ الرسول - صلى الله عليه وسلم - الأناشيد وسيلة لهداية من يسمعون الغناء؟ هل استبدل الرسول - صلى الله عليه وسلم - الغناء بالأناشيد؟
فإن كان الرسول - صلى الله عليه وسلم - لم يفعل ذلك ولم يكن هناك أي مانع يمنعه من اتخاذ الأناشيد وسيلة لهداية العصاة، فلم تفعلونه أنتم؟ هل أنتهم أهدى منه - صلى الله عليه وسلم -؟ أم لم يكن هو - صلى الله عليه وسلم - على دراية بطرق الدعوة والهداية؟
فلقد كان المقتضي موجودًا على عهد الرسول - صلى الله عليه وسلم - لاستبدال الغناء بالأناشيد ولاستخدامها في الدعوة ولم يفعله - صلى الله عليه وسلم - فيعلم من ذلك أن اتخاذ الإنشاد وسيلة للدعوة بدعة ما أنزل الله بها من سلطان.
وقد يقول قائل إننا لا نتعبد الله بالأناشيد؟
والجواب: أن لسان الحال أبلغ من لسان المقال فإن المُحبين للأناشيد وإن لم يقولوا بلسان مقالهم أننا نتقرب إلى الله بتلك الأناشيد فإن لسان حالهم يؤكد عكس ذلك فإنها تُعطى الصبغة الدعوية وتوضع ضمن الوسائل الدعوية، وتوزع على الناس مع أشرطة المحاضرات والدروس والقرآن، وتُباع في التسجيلات الإسلامية التي لاتكاد تخلو منها إلا ما رحم الله.
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
(" سَمَاعُ الْغِنَاءِ " فَإِنَّ طَائِفَةً مِنْ الْمُتَصَوِّفَةِ وَالْمُتَفَقِّرَةِ تَتَّخِذُهُ دِينًا وَإِنْ لَمْ تَقُلْ بِأَلْسِنَتِهَا أَوْ تَعْتَقِدْ بِقُلُوبِهَا أَنَّهُ قُرْبَةٌ - فَإِنَّ دِينَهُمْ حَالٌ ؛ لَا اعْتِقَادٌ : فَحَالُهُمْ وَعَمَلُهُمْ هُوَ اسْتِحْسَانُهَا فِي قُلُوبِهِمْ وَمَحَبَّتُهُمْ لَهَا دِيَانَةً وَتَقَرُّبًا إلَى اللَّهِ . وَإِنْ كَانَ بَعْضُهُمْ قَدْ يَعْتَقِدُ ذَلِكَ وَقَوْلُهُ بِلِسَانِهِ . وَفِيهِمْ مَنْ يَعْتَقِدُ وَيَقُولُ : لَيْسَ قُرْبَةً - لَكِنَّ حَالَهُمْ هُوَ كَوْنُهُ قُرْبَةً وَنَافِعًا فِي الدِّينِ وَمُصْلِحًا لِلْقُلُوبِ . وَيَغْلُو فِيهِ مَنْ يَغْلُو!)
(مجموع الفتاوى 3/359)
-----------------------------------------------------
الفصل الثاني: فتاوى أهل العلم في الأناشيد الإسلامية. وبيان حرمتها لما فيها من ألحان تشابه الغناء المحرم والإنشاد الصوفي
(١) شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله
قال شيخ الإسلام:
[وأما سماع القصائد لصلاح القلوب والاجتماع على ذلك إما نشيدا مجردا وإما مقرونا بالتغبير ونحوه مثل الضرب بالقضيب على الجلود حتى يطير الغبار ومثل التصفيق ونحوه فهذا السماع محدث في الإسلام بعد ذهاب القرون الثلاثة] مختصر الفتاوى المصرية ٥٩٢
ويقول شيخ الإسلام:
[ولم يكن في السلف الأول سماع يجتمع عليه أهل الخير إلا هذا -أي:سماع القرآن- لابالحجاز ولاباليمن ولابالشام ولابمصر والعراق وخراسان والمغرب وإنما حدث السماع المبتدع بعد ذلك] الطرق الشرعية ص٢٣
ويقول شيخ الإسلام:
[مَن أكثرَ مِن سماع القصائد لطلب صلاح قلبه تنقص رغبته في سماع القرآن ، حتى ربما يكرهه...]الاقتضاء ١/٤٨٣
ويقول أيضا:
[والسماع المحدث لأهل الدين والقرب فهذا يقال فيه: أنه بدعة وضلالة وأنه مخالف لكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وإجماع السالفين جميعهم] الاستقامة١/٢٨٠
وقد سئل عن جماعة يجتمعون على قصد الكبائر من القتل وقطع الطريق والسرقة وشرب الخمر وغير ذلك ، ثم إن شيخاً من المشايخ المعروفين بالخير واتباع السنة قصد منع المذكورين من ذلك ، فلم يمكنه إلاّ أن يقيم لهم سماعاً يجتمعون فيه بهذه النية ، وهو بدف بلا صلاصل وغناء المغني بشعر مباح بغير شبابه ، فلمّا فعل هذا تاب منهم جماعة ، وأصبح من لا يصلي ويسرق ولا يزكي يتورع عن الشبهات ويؤدي المفروضات ، ويجتنب المحرمات ، فهل يباح فعل هذا السماع لهذا الشيخ على هذا الوجه ، لما يترتب عليه من المصالح ؟ مع أنه لا يمكنه دعوتهم إلاّ بهذا ؟
فأجاب رحمه الله بجواب موسّع وشاهدنا فيه قوله: ( إن الشيخ المذكور قصد أن يتوب المجتمعين على الكبائر ، فلم يمكنه ذلك إلاّ بما ذكره من الطريق البدعي ، يدلّ أن الشيخ جاهل بالطرق الشرعية التي بها تتوب العصاة ، أو عاجز عنها ، فإنّ الرسول -صلى الله عليه وسلم- **والصحابة والتابعين كانوا يدعون من هو شرٌّ من هؤلاء من أهل الكفر والفسوق والعصيان بالطرق الشرعية ، التي أغناهم الله بها عن الطرق البدعية ) أهـ المراد راجع "مجموع الفتاوى"
(11/620 –635)
(٢) المحدث الألباني رحمه الله
الأناشيد الإسلامية من خصوصيات الصوفيين
س/ ما حكم ما يسمى بالاناشيد الإسلامية؟
ج/ فالذي أراه بالنسبة لهذه الاناشيد الإسلامية التي تسمى بالأناشيد الدينية وكانت من قبل من خصوصيات الصوفيين، وكان كثير من الشباب المؤمن ينكر ما فيها من الغلو في مدح الرسول صلى الله عليه وسلم والاستغاثة به من دون الله تبارك وتعالى، ثم حدثت أناشيد جديدة، في اعتقادي متطورة من تلك الأناشيد القديمة، وفيها تعديل لا بأس به، من حيث الابتعاد عن تلك الشركيات والوثنيات التي كانت في الأناشيد القديمة.
كل باحث في كتاب الله وفي حديث الرسول صلى الله عليه وسلم وفي ما كان عليه السلف الصالح لا يجد مطلقا هذا الذي يسمونه بالأناشيد الدينية ولو أنها عدلت عن الأناشيد القديمة التي كان فيها الغلو في مدح الرسول صلى الله عليه وسلم، فحسبنا أن نتخذ دليلا في إنكار هذه الأناشيد التي بدأت تنتشر بين الشباب بدعوى أنها ليس فيها مخالفة للشريعة، حسبنا في الاستدلال على ذلك أمران اثنان:
الأول: وهو أن هذه الأناشيد لم تكن من هدي سلفنا الصالح رضي الله عنهم.
الثاني: وهو في الواقع فيما ألمس وفيما أشهد، خطير أيضا ذلك لأننا بدأنا نرى الشباب المسلم يلتهي بهذه الأناشيد الدينية، ويتغنون بها كما يقال قديما(هجيراه) دائما وأبدا، وصرفهم ذلك عن الإعتناء بتلاوة القران وذكر الله والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم حسب ما جاء في الأحاديث الصحيحة ( تغنوا بالقران وتعاهدوه، فوالذي نفس محمد بيده أنه لأشد تفلتاً من صدور الرجال من الإبل من عقله ).
بتصرف("البيان المفيد عن حكم التمثيل والأناشيد" تأليف/عبدالله السليماني)
ويقول: [بل قد يكون في هذه آفة أخرى، وهي أنها قد تلحن على ألحان الأغاني الماجنة، وتوقع على القوانين الموسيقية الشرقية أو الغربية التي تطرب السامعين وترقصهم وتخرجهم عن طورهم، فيكون المقصود هو اللحن والطرب، وليس النشيد بالذات، وهذه مخالفة جديدة وهي التشبه بالكفار والمجان.] تحريم آلات الطرب (مكتلة الدليل ص ١٨١)
(٣) العلامة ابن عثيمين رحمه الله
س/ هل يجوز للرجال الإنشاد الجماعي؟ و هل يجوز مع الإنشاد الضرب بالدف لهم؟ و هل الإنشاد جائز في غير الأعياد والأفراح؟
ج/ الإنشاد الإسلامي إنشاد مبتدع، يشبه ما اتبدعته الصوفية، ولهذا ينبغي العدول إلى مواعظ الكتاب و السنة/ اللهم إلا أن يكون في مواطن الحرب ليستعان به على الإقدام، والجهاد في سبيل الله تعالى فهذا حسن. وإذا اجتمع معه الدف كان أبعد عن الصواب.
فتاوى الشيخ محمد بن عثيمين، جمع أشرف عبدالمقصود (134)
مكتبة الفتاوى : فتاوى نور على الدرب (نصية) : متفرقه
السؤال: على بركة الله نبدأ هذه الحلقة برسالة وصلت من المستمع أبو عبد الله يقول سمعت بعض الأناشيد الإسلامية وفيها لحون تثبت لحون الغناء نعم تشبه لحون الغناء ولكنها بدون موسيقى وهي بأصوات جميلة فما حكم ذلك علما بأن البعض من الإخوان يتحرج منها ويقول بأنها من أعمال الصوفية أرجو من فضيلة الشيخ إجابة؟
الجواب:
الحمد لله رب العالمين وأصلي وأسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين هذه الأناشيد التي سأل عنها السائل وتسمى بالأناشيد الإسلامية دخل فيها بعض ما نحذر منها أنها تغنى كغناء المطربين الذين يغنون بالأغاني الهابطة ومنها أنها تكون بأصوات جميلة جذابة ومنها أنها أحيانا تكون مصحوبة بالتصفيق أو بالدق على طشت أو شببه والذي جاء في السؤال خال عن التصفيق وخال من الضرب على الطشت وشبهه لكن يقول السائل إنه بألحان كألحان الغناء الهابط وأنه بأصوات جميلة جذابة وحينئذ نرى أن لا يستمع لمثل هذا لما فيه من الفتنة والتشبه بألحان الغناء الماجن وخير من ذلك أن يستمع الإنسان إلى مواعظ نافعة مأخوذة من كتاب الله و سنة رسوله صلى الله عليه وسلم وأقوال الصحابة والأئمة من أهل العلم والدين فإن في ذلك غنى وكفاية عما سواه والإنسان إذا اعتاد أن لا يتعظ إلا بشيء معين كألحان الغناء فإنه ربما لا ينتفع بالمواعظ الأخرى لأن نفسه ألفت ألا يتعظ إلا بهذا الشكل من المواعظ وهذا خطير يؤدي إلى الزهد من موعظة القرآن الكريم والسنة النبوية وأقوال أهل العلم والأئمة فالذي أنصح به أن يتجه الإنسان إلى استماع ما ذكرته من المواعظ التي تشتمل على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وأقوال الصحابة وأئمة المسلمين من بعدهم نعم.
س/ ما حكم الاستماع للأناشيد؟ هل يجوز للداعية الاستماع إلى الأناشيد الإسلامية؟
ج/الأناشيد الإسلامية كنت سمعتها من قديم وليس فيها شيء ينفر، وسمعتها أخيرًا فوجدت أنها ملحنة مطربة على سبيل الأغاني المصحوبة بالموسيقى وهي على هذا الوجه لا أرى للإنسان أن يستمع إليها. [ من كتاب الصحوة الإسلامية ص١٢٣ إعداد أبو أنس علي ين حسن أبو لوز]
(٤) المفتي عبدالعزيز آل الشيخ حفظه الله
سئل الشيخ عبد العزيز آل الشيخ حفظه الله: ما حكم سماع أشرطة الأناشيد الإسلامية؟
فأجاب –حفظه الله- : [ إن ما يسمى بالأناشيد الإسلامية سمعنا بعضها ، وللأسف الشديد وجدناها أناشيد على النغمات الموسيقية ، مختار لها أرق الأصوات وألطفها وأحسنها جاذبة للقلوب ، فيؤتى بها وكأنها الغناء ، بل بعض الأصوات يفوق صوت الموسيقى ونغمات الموسيقيين ؛ لأنه يُختار لها نوع خاص ، ويعطى ذلك ثوب الإسلام ، ودين الإسلام بريء من هذه الأمور ، دين الإسلام فيه القوة والعزة ، وهؤلاء يشتغلون بتلك الأناشيد عن كلام الله ، وتصدهم تلك الأناشيد عن تلاوة القرآن ، يتعلقون بها ، وللأسف الشديد إنها قد تصحبها الطبول والدفوف على نغمات يسمونها إسلامية وهذا بلا شك خطأ ، أرجو من إخواننا أن يتجنبوه ويبتعدوا عنه].
[مجلة البحوث الإسلامية-عدد66(ص/86-87)]
(٥) الشيخ صالح الفوزان حفظه الله
س/ كثر الحديث عن الأناشيد الإسلامية، وهناك من أفتى بجوازها وهناك من قال أنها بديل للأشرطة الغنائية فما رأي فضيلتكم؟
ج/ هذه التسمية غير صحيحة وهي تسمية حادثة فليس هناك ما يسمى بالأناشيد الإسلامية في كتب السلف ومن يعتد بقولهم من أهل العلم، والمعروف أن الصوفية هم الذين يتخذون الأناشيد دينًا لهم وهو ما يسمونه بالسماع، وفي وقتنا لما كثرت الاحزاب والجماعات، صار لكل حزب أو جماعة أناشيد حماسية قد يسمونها بالأناشيد الإسلامية، وهذه التسمية لا صحة لها، وعليه فلا يجوز اتخاذ هذه الأناشيد وترويجها بين الناس، وبالله التوفيق.
[مجلة الدعوة العدد ١٦٣٢]
قال الشيخ صالح الفوزان حفظه الله تعالى: ( وما ينبغي التنبه عليه : ما أكثر تداوله بين الشباب المتدينين من أشرطة مسجل عليها أناشيد ، بأصوات جماعية يسمونها ( الأناشيد الإسلامية ) وهي نوعٌ من الأغاني ، وربما تكون بأصوات فاتنة وتباع في معارض التسجيلات مع أشرطة تسجيل القرآن والمحاضرات الدينية.وتسمية هذه الأناشيد بأنها(أناشيد إسلامية) تسمية خاطئة ، لأن الإسلام لم يشرع لنا الأناشيد ، وإنما شرع لنا ذكر الله ، وتلاوة القرآن .. وتعلم العلم النافع .
أما الأناشيد فهي من دين الصوفية المبتدعة ، الذين اتخذوا دينهم لهواً ولعباً ، واتخاذ الأناشيد من الدين فيه تشبه بالنصارى ، الذين جعلوا دينهم بالترانيم الجماعية والنغمات المطربة.فالواجب الحذر من هذه الأناشيد، ومنع بيعها وتداولها، علاوةً على ما قد تشتمل عليه هذه الأناشيد من تهييج الفتنة بالحماس المتهور ، والتحريش بين المسلمين.وقد يستدل من يروج هذه الأناشيد بأن النبي -صلى الله عليه وسلم- كانت تنشد عنده الأشعار،
ويستمع إليها ويقرها .
الجواب عن ذلك : أنّ الأشعار التي تنشد عند رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ليست تنشد بأصوات جماعية على شكل أغاني ، ولا تسمى ( أناشيد إسلامية ) وإنما هي أشعار عربية ، تشتمل على الحكم والأمثال ، ووصف الشجاعة والكرم وكان الصحابة ينشدونها أفراداً لأجل ما فيها من هذه المعاني وينشدون بعض الأشعار وقت العمل المتعب كالبناء ، والسير في الليل في السفر ، فيدل هذا على إباحة هذا النوع من إنشاد في مثل هذه الحالات خاصة ، لا على أن يتخذ فناً من فنون التربية والدعوة كما هو الواقع الآن ، حيث يلقن الطلاب هذه الأناشيد ، ويقال عنها ( أناشيد إسلامية ) أو ( أناشيد دينية ) وهذا ابتداع في الدين ، وهو من دين الصوفية المبتدعة ، فهم الذين عرف عنهم اتخاذ الأناشيد ديناً فالواجب التنبه لهذه الدسائس ، ومنع بيع هذه الأشرطة لأن الشر يبدأ يسيراً ثم يتطور ويكثر إذا لم يبادر بإزالته عند حدوثه ) أهـ حاشية "الأجوبة المفيدة" (صفحة 2-3) .
(٦) الشيخ أحمد بن يحيى النجمي رحمه الله
قال في كتاب المورد العذب الزلال ص١٩٦:
الملاحظة التاسعة عشرة:
الإكثار من الأناشيد ليل نهار، وتنغيمهم لها، أي تلحينهم لها، وأنا لا أحرم سماع الشعر، فقد سمعه النبي - صلى الله عليه وسلم -، لكن هؤلاء ينهجون في هذه الأناشيد مذهب الصوفية في غنائهم الذي يثير الوجد ما يزعمون ...
(٧) الشيخ صالح آل الشيخ حفظه الله
قال في تعليقه على الفتوى الحموية الكبرى (مفرغ من الأشرطة) ص ١٢٨:
بعد بيان أقسام الشعر ما يجوز من وما لا يجوز:
قال: أما سماع الألحان المطربة والقصائد الزهديات فهذا هو الذي يسمى في العصر الأول بالتغبير ...، والعلماء أنكروا التغبير وأنكروا سماع القصائد الملحنة يعني بألحان متعدعة، الألحان التي يستخدمها أهل التصوف بما يشبه الغناء، ورأوا ذلك من البدع المحدثة ...)
(٨) الشيخ بكر أبو زيد رحمه الله
قال في كتابه تصحيح الدعاء ص ١٩٦ (طبعة دار العاصمة ١٤١٩ هـ): فالتعبد بالشعر والإنشاد على طريقة الذكر والدعاء والأوراد بدعة محدثة
وقال في ص ٧٨: والذي نقوله هنا: إن الذكر، والدعاء بالغناء، والتلحين والتطريب، وإنشاد الأشعاد، وآلات اللهو والتصفيق، والتمايل، كل ذلك بدعة شنيعة، وأعمال قبيحة ...
(٩) الشيخ عبدالعزيز الراجحي حفظه الله
س/ كثرت الأسئلة حول الأناشيد الإسلامية التي أصبح الشباب يستمعون إليها بكثرة، فما رأيكم في ذلك؟
ج/ أرى أن الأناشيد الإسلامية لا تجوز، ولا سيما الآن الموجود في الساحة الآن، لأنها أناشيد مطربة فيها تأوهات تشبه تأوهات الأغاني فأنت لا تفرق بين الأناشيد وبين الغناء إذا سمعتها حتى ولو كان ينشد واحد تجده ينشد ولكن يتأوه مثل تأوهات المغني ...
(10) الشيخ العلامة عبدالمحسن العباد حفظه الله
قال في جوابه عن سؤال عن حكم الأناشيد الإسلامية:
... وأما هذه الأناشيد التي ظهرت في الىونة الأخيرة والتي يجتمع مجموعة وينشدون بصوت واحد يترهم ويسجل ذلك وينشر، ويشتغل به كثير من الناس فإن هذا لا ينبغي الاشتغال به، ولا ينبغي الاهتمام به ... (شريط: أقوال العلماء في حكم التمثيل والأناشيد)
(١١) الشيخ صالح العبود
قال: الأناشيد الإسلامية ! هل يتقرب إلى الله عز وجل بغير المشروع؟ ذكرت قاعدة قبل قليل وقلت: (مبنى العبادات على الأمر) فتتقرب إلى الله بغير المشروع أين الدليل ؟!! الرسول صلى الله عليه وسلم ما ألّف الناس بالأناشيد، بل بسماع القرآن ولا يجتمع كلام الرحمن ومزمور الشيطان في قلب مسلم أو في قلب إنسان ... (شريط: أقوال العلماء في حكم التمثيل والأناشيد)
تنبيه: قد استغنيت عن كتابة بعض من كلام العلماء بعلامة "..." وذلك طلبًا للاختصار.
-----------------------------------------------
الفصل الثالث: توضيح وتوجيه فتوى الشيخ ابن باز واللجنة الدائمة.
أولا: فتوى الشيخ ابن باز - رحمه الله - ونصها الآتي
قال -رحمَهُ اللهُ- : ( الأناشيد الإسلامية تختلف فإذا كانت سليمة ليس فيها إلا الدعوة إلى الخير والتذكير بالخير وطاعة الله ورسوله والدعوة إلى حماية الأوطان من كيد الأعداء والاستعداد للأعداء ونحو ذلك فليس فيها شيء ، أما إذا كانت فيها غير ذلك من دعوة إلى لمعاصي واختلاط النساء بالرجال أو تكشف عندهم أو أي فساد فلا يجوز استماعها ) اهـ "مجموع فتاوى ومقالات متنوعة" (3/437) .
الجواب:
⁃ أن الشيخ إنما يتكلم عن الأصل في الأشعار لا عن الأناشيد الإسلامية المنتشرة حاليًا
⁃ أن الشيخ اشترط أن تكون الأناشيد "سليمة"، فمن أعلم بشروط السلامة نحن أم أهل العلم؟ وقد بين العلماء شروط السلامة وذكروا أن منها التلحين الذي لا تخلو منه الأناشيد الإسلامية الآن.
⁃ أن الشيخ يشترط "طاعة الله ورسوله" واستخدام الأناشيد في الدعوة ليس من طاعة الله ورسوله.
ثانيًا: فتوى اللجنة الدائمة ونصها الآتي:
ويجوز لك أن تستعيض عن هذه الأغاني بأناشيد إسلامية ، فيها من الحكم ، والمواعظ ، والعبر ما يثير الحماس والغيرة على الدين ، ويهز العواطف الإسلامية ، وينفر من الشر ودواعيه ، لتبعث نفس من ينشدها ، ومن يسمعها إلى طاعة الله ، وتنفر من معصيته تعالى وتعدي حدوده إلى الاحتماء بحمى شرعه ، والجهاد في سبيله ، لكن لا يتخذ من ذلك وِرْداً لنفسه يلتزمه ، وعادة يستمر عليها ، بل يكون ذلك في الفينة بعد الفينة عند وجود مناسبات ودواعٍ تدعو إليه كالأعراس والأسفار للجهاد ونحوه ، وعند فتور الهمم لإثارة النفس والنهوض بها إلى فعل الخير ، وعند نزوع النفس إلى الشر وجموحها لردعها عنه وتنفيرها منه \" انتهى .
\" فتاوى إسلامية \" ( 4 / 533 )
الجواب:
أن هذه الفتوى قديمة وهي في سنة 1400 هـ، واسأل نفسك أخي القارئ الكريم ماهي الأناشيد الموجودة في ذلك التاريخ ؟! واعلم أن للجنة الدائمة للإفتاء فتوى جديدة في الاناشيد الإسلامية ونصها:
س : هل يجوز الاستماع إلى ما يسمى الأناشيد الإسلامية ؟
ج : الأناشيد الإسلامية من الأمور المحدثة ، وهي في الحقيقة صيغتها صيغة غناء ، فهم يأتون بالأذكار على طريقة الأغاني غالبا ، يختار لها أحسنهم صوتا ، وأطربهم صوتا ، فيلقي تلك الأذكار على هيئة تلحين خاص ، وهي في الحقيقة من بقايا الصوفية ، ولا يجوز للمسلم الاشتغال بها ، فإن اتعاظه بكتاب الله هو خير واعظ له ، فكم يقرأ القرآن عليه فلا يصغي له ، وتلك الأناشيد وتلك الأصوات المطربة تأخذ مجامع قلبه ، فالذي ينبغي للمسلمين ترك ذلك والإعراض عنه .
(مجلة البحوث الإسلامية>العدد التاسع والخمسون>الإصدار : من ذو القعدة إلى صفر لسنة 1420هـ)
وفتوى أخرى ونصها الآتي:
س: سماحه الشيخ : ما حكم سماع أشرطة الأناشيد الإسلامية ؟
ج : إن ما يسمى بالأناشيد الإسلامية ، سمعنا بعضها ، وللأسف الشديد وجدناها أناشيد على النغمات الموسيقية ، مختار لها أرق الأصوات ، وألطفها ، وأحسنها جاذبة للقلوب ، فيؤتى بها وكأنها الغناء ، بل بعض الأصوات يفوق صوت الموسيقى ، ونغمات الموسيقيين ؛ لأنه يختار لها نوع خاص ، ويعطى ذلك ثوب الإسلام ،(الجزء رقم : 66، الصفحة رقم: 87)
ودين الإسلام بريء من هذه الأمور ، دين الإسلام فيه القوة والعزة ، وهؤلاء يشتغلون بتلك الأناشيد عن كلام الله ، وتصدهم تلك الأناشيد عن تلاوة القرآن ، يتعلقون بها ، وللأسف الشديد إنها قد تصحبها الطبول والدفوف ، على نغمات يسمونها إسلامية ، وهذا بلا شك خطأ ، أرجو من إخواننا أن يتجنبوه ، ويبتعدوا عنه .
(مجلة البحوث الإسلامية>العدد السادس والستون>الإصدار : من ربيع الأول إلى جمادى الثانية لسنة 1423هـ)
وسئل العلامة صالح بن فوزان الفوزان :
السؤال: ناقشتُ أحد المنشدين حول موضوع الأناشيد وذكرتُ له كلام أهل العلم في هذا الموضوع، وبينتُ له أن الأناشيد الموجودة في الساحة اليوم صوفية فاحتجَّ عليَّ بفتوى للجنة الدائمة صدرت عام 1400هـ بجواز سماع الأناشيد ويوجد صورة مرفقة منها ؟ فسؤالي : هل يجوز العمل بهذه الفتوى والتي صدرت في وقتٍ يختلف فيه الإنشاد في ذلك الوقت عن هذا الوقت, أرجو الإجابة عن هذا السؤال ؟
الجواب: هناك فرق بين الإنشاد الجائز والأناشيد الممنوعة لأن الإنشاد الجائز هو أن يُلقي شخص قصيدة أو شعراً له أو لغيره , أو يتغنى بأبيات من الشعر للتنشيط على السير في السفر أو في أثناء القيام بعمل شاق ويكون المنشد شخصا واحدا لا جماعات، أما الأناشيد فهي أصوات جماعية منغّمة وهذه لاتُعرف إلا عند الصوفية أو عند الأحزاب الحركية التي تُريدُ التهييج على مرادها واتباع منهجها فهي غير جائزة لأنها تأخذ حكم الأغاني ولأنها تُحرّض على الخروج على جماعة المسلمين وتُحرّض على الفتنة.
( الإجابات المهمة في المشاكل الملمة –الجزء الثاني – ص 116-117)
فيتبين مما سبق أن اللجنة الدائمة لا تبيح هذه الأناشيد الإسلامية بل ترى أنها من الأمور المحدثة المبتدعة.
فإن قلت هل الخلاف في هذه الأناشيد يدخل ضمن المسائل الاجتهادية ؟
الجواب : سئل الشيخ صالح الفوزان هذا السؤال :
السؤال : تفضلتم بالكلام حول الاختلاف السائغ وغير السائغ أو خلاف التنوع والتضاد هذه من حيث أنها قاعدة لكن أحيانا نجد أن كثيرا من الناس يُخطئ أو يتقصد أن يُدخل في الخلاف المحمود ما ليس منه وفي المذموم ماليس منه فمثلا يقول : الخروج على الحكام وما شابه ذلك من أخذ بيعات سرية لزعماء تلك الجماعات والتمثيل والأناشيد وإنشاء جماعات إسلامية إنما هو من باب خلاف التنوع وليس من الخلاف المذموم فما توجيهكم وفقكم الله لهذا ؟
الجواب : أما قضية الخروج على الأئمة فإنها محسومة فلايجوز الخروج على أئمة المسلمين ولو جاروا ولو ظلموا ولو فسقوا ما لم يكن هناك كفرا بواح فيه من الله سلطان هذا حسمه الرسول صلى الله عليه وسلم وليس للخارجين على الإمام في هذه الأحوال حجة من كتاب ولاسنة بل الكتاب والسنة وإجماع المسلمين ضد هذا القول وإنما يقول بهذا الخوارج ومن ذهب مذهبهم أما قضية الأناشيد والتمثيل وهل من قال أن هذه الأشياء سائغة ومن قال أنها غير سائغة هل هذا من الاجتهاد المحمود أو هو من غير الاجتهاد.
أولا: نبحث عن هذه الأناشيد والتمثيل من أين جاءتنا ؟ هل كانت في تاريخ الإسلام ؟ هل كانت عند المسلمين ؟ أو كانت وافدة جديدة وشعارات لجماعات مشبوهة لو بحثنا في تاريخ الإسلام ماوجدنا التمثيل فيه ولاوجدنا اتخاذ الأناشيد وسيلة للدعوة إلى الله عز وجل وإنما هذه أمور حادثة ومستوردة وهي من شعارات الأحزاب والجماعات التي لانرتضيها أو لانرتضي كثيرا من أفعالها فلا مجال لإدخالها في قضية الاجتهاد والنظر وإنما نحن في غنى عنها.
ثانيا : الحمدلله النبي صلى الله عليه وسلم دعا إلى الله وهو خير قدوة وهو القدوة الوحيدة [ لقد كان لكم في رسول الله أسوةٌ حسنةٌ ] (الأحزاب:21) هل دعا بهذه الوسائل ؟ هل جعل التمثيل وسيلة للدعوة ؟ من وجد شيئا من هذا فليبرزه إن كان صادقا , هل السلف الصالح فعلوا هذا ؟ أبدا ما عُرِفَت الأناشيد الإسلامية أو الدينية إلا عند أهل التصوف الذين جعلوا الأناشيد تدينا وتقربا إلى الله سبحانه وتعالى فما دام الأمر كذلك فإن إدخالها في مسائل الاجتهاد غلطٌ والواجب تركها والابتعاد عنها والاستغناء بما شرع الله سبحانه وتعالى.
( الإجابات المهمة في المشاكل الملمة –الجزء الثاني-ص41-43)
---------------------
تنبيه: استفدت في كتابة هذا البحث من كتاب "القول الفيد في حكم الأناشيد" ورسالة "الأدلة الشرعية في حكم الأناشيد الإسلامية" وكثير من فتاوى العلماء والمواضيع المتعلقة بهذا الموضوع المنتشرة على الشبكة العنكبوتية.
الخلاصة: بناءًا على ما سبق من جواب على شبهات المبيحين، ونقل فتاوى أهل العلم في الأناشيد الإسلامية المنتشرة بين المسلمين في هذا الزمان، فإن هذه الأناشيد بدعة محدثة لا يجوز استماعها ولا الاشتغال وبها ولا يجوز استخدامها في الدعوة كذلك.
هذا وبالله التوفيق
كتبه/ عبداللـه