تتخبط بنا الأيام بين حلو و مر ... و نسير عابرين دروبها دون كلل أو ملل
نتجرع مرارتها تاره و نبكي ... و نضحك منتشين بملذاتها تارة أخرى
لكننا لا ننفك ننتقدها و نشتكي منها مهما أعطتنا ...
و الأغرب من هذا و ذاك أننا نتمسك بها و نكره الرحيل منها ...
هي ذي الحياة ... سرداب طويل تتصارع فيه الأفراح و المآسي
لكن الغلبة دائما للأقوى ... للأعنف ... للأمر ... للألم ...
تمر السعادة في لحظات ... و تلطخ الجراح عالمنا بدماء القنوط و الحيرة لسنين ...
حتى صارت نفوسنا ترتاح بالأسى ... و تسكن بالعذاب ...
هذه ملامح الانكسار التي ألفتها من قلبي المحطم المنهار
قلب صفعه الزمن صفعة موجعة ما استطاع أن يقاومها رغم ما كان يتغنى به من عزيمة و جلد ...
قلب طير مكسور الجناح ... يذوق طعم الموت و لا يستطيع الفرار ...
هذا حزني الدفين ... الذي رقص على أشلاء روحي ... و غنى طربا لمأساتي ...
و استدر دموعي سيولا من دم ...
عرفت العذاب حتى صرت أظنه روحا و جسدا ... و لو كان العذاب إنسانا لكان أنا ...
سرت نحو حتفي برضاي مكرهة ... و صعدت بإصرار نحو الهاوية ...
لكن الحياة ستستمر بي أو بدوني ...
ستشرق الشمس كل صباح ... و تغرد العصافير ...
ستزهر البساتين في الربيع ... و تغني مياه الأغادير ...
سيبقى الأمل بؤرة من نور ... قد تنير القلوب ... و قد لا تصل إلى بعضها ...
ستبقى البسمة أقوى سلاح لتحدي قسوة الزمن ...
فلنبتسم للحياة ... حتى لو جعلت منا أضحوكة ...
فلنضحك ... حتى لو كانت ضحكات مخنوقة ... ضحكات يأس ...
فلنبكي ... فلنصرخ ... فلنتحطم و نسحق ...
حتى نرتاح ... و نبدأ من جديد
...
فلا شيء بعد النهاية سوى بداية جديدة ...