حبر تناثر على الأوراق نفسي

حوار بيني وبين نفسي

أنا فعلا هكذا .. لالا بل أنت هكذا

أنا موهوبة جدا .. كلا بل أنت مخفقة جدا ..نعم مخفقة

أتريدين دليلا؟

خبريني ، كم نجاحا حققته؟

كم أمنية تمنيتها على المدى الطويل فتحققت لك؟

أجيبي لو كنت تجرئين على الإجابة

نعم نعم أنت محقة .. لا شيء

فعلا أنت محقة ، حقا أنا مخفقة

ولكن لماذا لماذا أنا مخفقة ، هل بي خلل؟

ولماذا...؟

لماذا أشعر أحيانا بأنني أمتلك الكثير؟

قديمااااااا ياااااا

قديما كنت متفائلة جدا ، لم أكن أرغب أن أصير طبيبة ككل الناس

كان حلمي مختلف بعض الشيء

كنت أود جدا أن ألتحق بكلية العلوم ، وأن أن أقدم شيئا لديني

أخترع شيئا يفيد المسلمين

كنت أود أن أكون عالمة مسلمة تزاحم علماء الغرب

كان د/ أحمد زويل قدوتي في هذا

وبعد ...؟

ماذا بعد ؟

الحلم حقا لم يكن صعبا

كان بإمكاني فعل حتى أول خطوة فيه وهو الالتحاق بكلية العلوم

لكن هذه المرة حقا أنت صادقة أخفقت ،وإخفاقي كان مريرا

التحقت بكليتي الحبيبة ووضعت الدار بجانب العلوم حلمي ، وكأنني أسخر من نفسي ؛ بأنني لم أبتعد عن حلمي كثيرا

دخلتها وكنت حقا أحبها

ولما دخلتها حقا ازداد حبي وعشقي لها ، حتى لقلت إنها الأعظم بين الكليات

حمدت ربي حمدا كثيرا أن دخلتها

فأنا حقا أعشقا وأنا حقا أحبها

دخلت وحلمي الالتحاق بقسم الأدب ، فأنا كما تعلمون عاشقة للشعر العربي الجميل

ظل حلمي يراودني طيلة سنوات الدراسة

كان يسايرني وأسير معه

كنت أشعر باقترابه ، ودنو تحقيقه

ولكن ... وفجأة

إنه القدر مرة أخرى

كدت أقترب من تحقيق حلمي فإذا بالسنة الرابعة تبدد أحلامي ، وإذا بدرجتين توقفانني عن تحقيق حلم حلمته

وها أنت محقة مرة أخرى إخفاق آخر

وها أنا الآن بين نارين

ألتحقت بقسم الفلسفة الإسلامية ، وهو قسم جميل جدا ومفيد جد جدا أيضا

ولكن .. ماذا أفعل في قلبي الذي هو متعلق بالشعر

أترك كل دروسي ، وأبيت أستمع لأحدث القصائد

فترى هل ستكون على الفلسفة إخفاقتي الثالثة؟

وهل في معهد القرآن سأشهد إخفاقي الرابع؟

هل سأظل طوال عمري مخفقة؟

هل حقا وفعلا أنا كما أنت تحكين عني؟

مخفقة ..واهمة

هل أحط رحالي واستمع لكلامك فأحيا كما الجهلاء؟

أأكرم هذا لنفسي من مواصلة إخفاق بعد إخفاق؟

أحقا ليس لدية أية مزية؟

ألا أجيد حتى الكتابة؟

ألا أجيد أي شيء إلا ..... الإخفاق؟

أتعبتني حقا يا نفسي؟ ، وأتعبتك كذلك معي في بحث عن هويتي

من أنا؟

من أكون؟

ما وظيفتي؟

ما موهبتي؟

أم أنني حقا كما تحكين

مخفقة

واهمة

بلا موهبة